الجمعة، 27 مارس 2009

لماذا تنعقد القمة؟


بقلم: محمد أبو علان:


بعد أيام ستنعقد القمة العربية في قطر، والبعض متخوف من عقدها لشدة الخلافات العربية الداخلية على الرغم من كثرة القمم المصغرة التي عقدت لتطهير الأجواء العربية من بعض الخلافات الثنائية، ومن يرى ما يدور في ربوع الوطن العربي الكبير من مآسي ومصائب يدرك أن الخلافات العربية- العربية أهونها.
فها هي دولة الاحتلال الإسرائيلي ترسل رسالتها للقمة العربية القادمة في قطر بكشفها عن قصفها لجنوب السودان بحجة منع تهريب السلاح لقطاع غزة، رسالة تحوي الكثير من المؤشرات والدلالات في طياتها لكل من يحاول الخروج من صف الاعتدال العربي، ويحاول تقديم العون والمساعدة للمقاومة الوطنية في أي بلد عربي مُحتل.
وفي العراق سنوات الاحتلال الأمريكي تتوالى عاماً بعد عام بما فيها من قتل وتدمير وسرقة مقدرات اقتصادية دون حساب.
وفلسطين تغرق يوماً بعد يوم في المزيد من الدم والدمار والاستيطان نتيجة سياسية الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ ستون عاماً وعام، ، والحصار والتجويع بات الواقع اليومي التي يعشه شعبنا الفلسطيني في غزة، فلا حبة دواء يجدها المريض، ولا كوب حليب يحظى به أطفال غزة.
وفي سوريا لا زال الجولان محلتاً، وفي لبنان مزارع شبعا هي أيضاً منزوعة من جسد لبنان بقوة الاحتلال وظلمه، ناهيك عن سيادته التي تنتهك يوميا من الطائرات الإسرائيلية تحت سمع ونظر القوات الدولية هناك.
الرئيس العراقي الشهيد "صدام حسين" لوحق وسجن وحوكم وأعدم على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي وأعوانه من العراقيين، وكان ذلك في أول أيام عيد الفطر الذي لم يكن سعيداً في ذلك العام، ومستهينين بمشاعر كل عربي ومسلم في هذا الكون.
الرئيس الفلسطيني الشهيد "ياسر عرفات" حاولوا ابتزازه وإخضاعه سياسياً ففشلوا، فحاصروه في مقره لسنوات طوال حتى تمكنوا من اغتاليه دون أن يتركوا دليلاً ملموساً يدينهم أو حتى يشير إليهم.
الرئيس اللبناني الأسبق "إميل لحود" حوصر سياسياً في قصر "بعبدا" ليس لسبب إلا لنصرته للمقاومة الوطنية اللبنانية، ورفضه أن يكون أداةً في يد الأمريكيين وحلفائهم الأوروبيين للتخلص من المقاومة وحلفائها في المنطقة.
والرئيس السوداني "عمر حسن البشير" صدر بحقه مذكرة توقيف واعتقال من محكمة الجنايات الدولية لارتكابه "جرائم ضد الإنسانية" في دارفور حسب ادعاءات المجتمع الدولي.
كل هذا مضافاً إليه شعوب عربية مقهورة وتعاني الأمرين، فهي محرومة من حقها من المشاركة في الحياة السياسية في مجتمعاتها، وتعيش الأغلبية من تلك الشعوب تحت خط الفقر المدقع في ظل عائلات مالكة وحاكمة وسالبه لمقدرتها الاقتصادية لصالح أبنائها والمقربين منهم.
وفي ظل هذه الصورة قاتمة السواد في ربوع وطننا العربي ماذا سيستطيع القادة العرب أن يفعلوا في قمتهم العتيدة....؟؟؟.
لن تستطيعوا تحرير العراق، ولكن هل بمقدروكم حتى إدانة الاحتلال وجرائمه هناك؟
لن تحرروا فلسطين، ولكن هل بطاقتكم رفع الحصار عن شعبها؟.
لن تقدروا على منع محاكمة البشر، ولكن هل بمقدروكم المطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي على جرائمهم ضد الإنسانية في كل من العراق وفلسطين ولبنان؟.
والإجابة على كل هذه التساؤلات لا تحتاج إلى حكمة وذكاء، بل يدركها عن ظهر قلب كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج.... وحال هذه القمة لن يكون أفضل من حال ما سبقها من قمم عربية.
ولن نجد من هو أقدر من الشاعر العراقي الكبير "مظفر النواب" ليعبر عن رأي كل مواطن عربي بهذه القمم في قصيدته " قمم... قمم" بقوله: تنعقد القمة؟ لا تنعقد القمة..........

ليست هناك تعليقات: