كتب \ علي دراغمة ..
يتكرر استهداف الصحفيين بالقتل أو الاعتقال أو الاعتداء عليهم بالضرب و تكسير كميراتهم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية والعائلات والجيش الإسرائيلي وزملاء المهنة في الضفة الغربية وقطاع غزة .
قتلت إسرائيل خمسة صحفيين أثناء حربها الأخيرة على قطاع غزة ، واعتقلت اخريين بتهم إفشاء أسرار عسكرية أثناء الحرب كما تدعي ،فيما أطلقت العنان لجيشها لقمع المسيرات الفلسطينية المناهضة للجدار فتعمد جنودها إطلاق النار على الصحفيين أثناء تغطية المسيرات في قرى بلعين ونعلين وجيوس وأصابت العديد منهم كان آخرهم مصور وكالة معآ الإخبارية خليل رياش الذي أصيب برصاص الحي بالقدم الأيمن أثناء تغطية مسيرة شعبية ضد الجدار.
وقد درجت إسرائيل على مصادرة أجهزة البث للعديد من محطات التلفزة المحلية في الضفة الغربية واعتقال بعض أصحابها،وقامت باختراق موجات البث الإذاعي والتلفزيوني لبث بيانات خاصة لها لمخاطبة الجمهور الفلسطيني منذ أعادة احتلال المدن الفلسطينية في شهر نيسان سنة (2002) وفي بعض الأحيان قام هذا الجيش ببث مشاهد إباحية تتعارض مع الثقافة المحلية عبر هذه المحطات رغما عن مالكيها.
داخليا تراجع الحريات بعدا لانقسام الداخلي جعل الصحفي الفلسطيني يتراجع على مستوى الأداء والإبداع ،وجعل المواطن الفلسطيني يبحث عن معرفة الحقيقة في وسائل إعلام خارجية ، بعيدة عن الأعلام الداخلي الذي أصبح يوصف محليا بأعلام الإشاعات،ليجد نفست مرغما على مشاهدة إعلام عربي أسوأ يغذي الخلاف الداخلي .
احمد العارف البالغ 50 عاما ويسكن مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية يقول "لم اسمع أخبار منذ ثلاث أسابيع لأني لا أثق بوسائل الأعلام وأنا اسمع الأخبار من خلال الناس في المجالس"
وقد تبادل طرفي النزاع ( فتح وحماس) إغلاق المؤسسات الصحفية في الضفة الغربية وقطاع غزة لدرجة أن بعض الصحفيين يعمل في الخفاء خوفا من الملاحقة وبات الصحفي الفلسطيني يعيش هاجس الخوف والرقابة أكثر من أي وقت مضى .
لم أتفاجئ عندما تلقيت خبر الاعتداء بالضرب على المصور الصحفي مجدي محمد أثناء تغطية مسيرة في رام الله من قبل ثلاث رجال أمن فلسطينيين مما خلف لديه كسر في الأنف وعطل عن العمل لأكثر من عشرة أيام ،ولكن تفاجئت عندما قال مجدي" احد رجال الأمن الذين ضربوني أجهش بالبكاء عندما شاهدني انزف فطلب مني السماح ".
نقابة الصحفيين في رام الله تمثل من ينتمون إليها فقط وغالبتهم من حركة فتح ولا مكان لها في قطاع غزة منذ الانقسام ونادرا ما تعترض على ما يتعرض له الصحفيين في الضفة الغربية من أجهزة الأمن الفلسطينية ، وكتلة الصحفي التي شكلتها حماس كبديل عن نقابة الصحفيين تضم مؤيدي الحركة ولا تحرك ساكنا على قمع الصحفيين الذين لا ينتمون لها في غزة .
احد الصحفيين ممازحا زميلا له في نابلس "احذر مني لقد أصبح ملفك كبير لدي "وكما يقول المثل الفلسطيني كل مزح فيه شوية جد.
ألأعلامي (م.ش.) من قطاع غزة الذي يعمل في حقل الأعلام منذ سبع سنوات وأصبح يمارس مهنة الصحافة في السر لأنه مقرب من حركة فتح"أمارس أقصى حالات الحذر والرقابة الذاتية منذ الانقسام واعمل في السر ،أتمنى أن اعمل بحرية وأعلن عن اسم المؤسسة التي اعمل بها ،قال لي احد المقربين من حماس "ألا تريد التعقل والعمل معنا "
محافظ نابلس .د. جمال محيسن "أنا اضمن حرية الصحافة المهنية ولكني ارفض إعلام الحارات الذي تمارسه بعض الفضائيات" ،واصفا تعرض بعض الصحفيين في الضفة الغربية للاعتداء من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية بأنها فردية،ومعتبرا أن المعيار الوطني للصحفي الفلسطيني هوة التناقض مع الاحتلال.وقال "على الصحفي الذي يعمل مع الأجهزة الأمنية أن يشعر بالفخر لأنه يعمل لصالح الوطن وأنا انتصر للصحفيين"
الصحفية نائلة خليل التي تعمل في صحيفة الأيام الفلسطينية"ومركز الدفاع عن حريات الأعلام والثقافة" في بيروت أكدت على وجود حملة منظمة ضد الحريات في شقي الوطن وقالت "السنتين الماضيتين من أسوأ السنوات على الصحفيين وأنا لا أمارس الرقابة الذاتية" ووصفت الصحفيين الذين يعملون مع أجهزة الأمن تحت مسمى الصحافة الحزبية بأنهم دخلاء يتسترون بالصحافة من اجل خدمة أجندة خاصة بهم لا تفيد الجمهور ولا تخدم مهنة الصحافة.
الصحفي (سمير) الذي يسكن في قطاع غزة يعترف " ثلاث أشياء لا استطيع ان اكتب عنها المقاومة والدين والعشائر".
وقد وصف الكاتب زياد عثمان حالة الإعلام الحزبي في فلسطين بالخروج عن أساسيات العمل
الصحفي وقال" تخلى بعض الصحفيين في شطري الوطن عن مهام عملهم الرئيسية التي تقتضي عقلنة التفكير لدى المجتمع ورفض ثقافة الإقصاء والتعصب والكراهية والتأكيد على قيم التسامح ليشكلوا طابور خامس وهذه الحالة تستدعي التوقف أمامها ".
ولم يعد يخفى على احد التجييش الذي تقوم به الفصائل الفلسطينية خلف الانقسام بين حركتي فتح وحماس ،وتشكيل حالة من الاصطفاف خلف هذا الطرف او ذاك لتبرير الانتهاكات الحاصلة في المجتمع الفلسطيني وقمع الحريات بأسم الوطن والدين .
dra_ali@yahoo.com
يتكرر استهداف الصحفيين بالقتل أو الاعتقال أو الاعتداء عليهم بالضرب و تكسير كميراتهم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية والعائلات والجيش الإسرائيلي وزملاء المهنة في الضفة الغربية وقطاع غزة .
قتلت إسرائيل خمسة صحفيين أثناء حربها الأخيرة على قطاع غزة ، واعتقلت اخريين بتهم إفشاء أسرار عسكرية أثناء الحرب كما تدعي ،فيما أطلقت العنان لجيشها لقمع المسيرات الفلسطينية المناهضة للجدار فتعمد جنودها إطلاق النار على الصحفيين أثناء تغطية المسيرات في قرى بلعين ونعلين وجيوس وأصابت العديد منهم كان آخرهم مصور وكالة معآ الإخبارية خليل رياش الذي أصيب برصاص الحي بالقدم الأيمن أثناء تغطية مسيرة شعبية ضد الجدار.
وقد درجت إسرائيل على مصادرة أجهزة البث للعديد من محطات التلفزة المحلية في الضفة الغربية واعتقال بعض أصحابها،وقامت باختراق موجات البث الإذاعي والتلفزيوني لبث بيانات خاصة لها لمخاطبة الجمهور الفلسطيني منذ أعادة احتلال المدن الفلسطينية في شهر نيسان سنة (2002) وفي بعض الأحيان قام هذا الجيش ببث مشاهد إباحية تتعارض مع الثقافة المحلية عبر هذه المحطات رغما عن مالكيها.
داخليا تراجع الحريات بعدا لانقسام الداخلي جعل الصحفي الفلسطيني يتراجع على مستوى الأداء والإبداع ،وجعل المواطن الفلسطيني يبحث عن معرفة الحقيقة في وسائل إعلام خارجية ، بعيدة عن الأعلام الداخلي الذي أصبح يوصف محليا بأعلام الإشاعات،ليجد نفست مرغما على مشاهدة إعلام عربي أسوأ يغذي الخلاف الداخلي .
احمد العارف البالغ 50 عاما ويسكن مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية يقول "لم اسمع أخبار منذ ثلاث أسابيع لأني لا أثق بوسائل الأعلام وأنا اسمع الأخبار من خلال الناس في المجالس"
وقد تبادل طرفي النزاع ( فتح وحماس) إغلاق المؤسسات الصحفية في الضفة الغربية وقطاع غزة لدرجة أن بعض الصحفيين يعمل في الخفاء خوفا من الملاحقة وبات الصحفي الفلسطيني يعيش هاجس الخوف والرقابة أكثر من أي وقت مضى .
لم أتفاجئ عندما تلقيت خبر الاعتداء بالضرب على المصور الصحفي مجدي محمد أثناء تغطية مسيرة في رام الله من قبل ثلاث رجال أمن فلسطينيين مما خلف لديه كسر في الأنف وعطل عن العمل لأكثر من عشرة أيام ،ولكن تفاجئت عندما قال مجدي" احد رجال الأمن الذين ضربوني أجهش بالبكاء عندما شاهدني انزف فطلب مني السماح ".
نقابة الصحفيين في رام الله تمثل من ينتمون إليها فقط وغالبتهم من حركة فتح ولا مكان لها في قطاع غزة منذ الانقسام ونادرا ما تعترض على ما يتعرض له الصحفيين في الضفة الغربية من أجهزة الأمن الفلسطينية ، وكتلة الصحفي التي شكلتها حماس كبديل عن نقابة الصحفيين تضم مؤيدي الحركة ولا تحرك ساكنا على قمع الصحفيين الذين لا ينتمون لها في غزة .
احد الصحفيين ممازحا زميلا له في نابلس "احذر مني لقد أصبح ملفك كبير لدي "وكما يقول المثل الفلسطيني كل مزح فيه شوية جد.
ألأعلامي (م.ش.) من قطاع غزة الذي يعمل في حقل الأعلام منذ سبع سنوات وأصبح يمارس مهنة الصحافة في السر لأنه مقرب من حركة فتح"أمارس أقصى حالات الحذر والرقابة الذاتية منذ الانقسام واعمل في السر ،أتمنى أن اعمل بحرية وأعلن عن اسم المؤسسة التي اعمل بها ،قال لي احد المقربين من حماس "ألا تريد التعقل والعمل معنا "
محافظ نابلس .د. جمال محيسن "أنا اضمن حرية الصحافة المهنية ولكني ارفض إعلام الحارات الذي تمارسه بعض الفضائيات" ،واصفا تعرض بعض الصحفيين في الضفة الغربية للاعتداء من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية بأنها فردية،ومعتبرا أن المعيار الوطني للصحفي الفلسطيني هوة التناقض مع الاحتلال.وقال "على الصحفي الذي يعمل مع الأجهزة الأمنية أن يشعر بالفخر لأنه يعمل لصالح الوطن وأنا انتصر للصحفيين"
الصحفية نائلة خليل التي تعمل في صحيفة الأيام الفلسطينية"ومركز الدفاع عن حريات الأعلام والثقافة" في بيروت أكدت على وجود حملة منظمة ضد الحريات في شقي الوطن وقالت "السنتين الماضيتين من أسوأ السنوات على الصحفيين وأنا لا أمارس الرقابة الذاتية" ووصفت الصحفيين الذين يعملون مع أجهزة الأمن تحت مسمى الصحافة الحزبية بأنهم دخلاء يتسترون بالصحافة من اجل خدمة أجندة خاصة بهم لا تفيد الجمهور ولا تخدم مهنة الصحافة.
الصحفي (سمير) الذي يسكن في قطاع غزة يعترف " ثلاث أشياء لا استطيع ان اكتب عنها المقاومة والدين والعشائر".
وقد وصف الكاتب زياد عثمان حالة الإعلام الحزبي في فلسطين بالخروج عن أساسيات العمل
الصحفي وقال" تخلى بعض الصحفيين في شطري الوطن عن مهام عملهم الرئيسية التي تقتضي عقلنة التفكير لدى المجتمع ورفض ثقافة الإقصاء والتعصب والكراهية والتأكيد على قيم التسامح ليشكلوا طابور خامس وهذه الحالة تستدعي التوقف أمامها ".
ولم يعد يخفى على احد التجييش الذي تقوم به الفصائل الفلسطينية خلف الانقسام بين حركتي فتح وحماس ،وتشكيل حالة من الاصطفاف خلف هذا الطرف او ذاك لتبرير الانتهاكات الحاصلة في المجتمع الفلسطيني وقمع الحريات بأسم الوطن والدين .
dra_ali@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق