الأحد، 12 أبريل 2009

هل فض حزب الله عذرية السيادة المصرية؟


بقلم: محمد أبو علان:
انحطاط ما بعده انحطاط عندما يتحدث إعلامي بالمنطق الذي تحدث فيه "محمد علي إبراهيم" رئيس تحرير صحيفة الجمهورية بحق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد "حسن نصر الله" ووصفه بالقرد، فليس بغريب هذا الكلام على رئيس تحرير الجمهورية فهو جزء من نفس الأصوات والشخصيات ونفس الأدوات الإعلامية التي استخدمت ضد المقاومة اللبنانية إبان عدوان تموز 2006 على لبنان، وحرب 2008-2009 على قطاع غزة، وهي نفسها تستنفر اليوم لتشحذ أقلامها وتطلق عنان ألسنتها ضد حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، هذه الأصوات التي صمتت صمت القبور عن جرائم إسرائيل في لبنان وفلسطين، وباركت جرائم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العراق وأفغانستان، استفاقت هذه الشخصيات من سباتها العميق للدفاع عن سيادة الأرض المصرية أمام تهديدات اختلقتها أجهزة الأمن المصرية لتغطي على دور النظام المصري في محاربة المقاومة الفلسطينية وتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أين كانت هذه الأصوات وتلك الأقلام عندما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة رجال من الشرطة المصرية في الحادي عشر من فبراير 2004؟، جريمة ومجزرة بحق الأمن المصري وسيادة مصر انتهت باعتذار من "أرئيل شارون" للرئيس المصري حسني مبارك، ولم نسمع عن مطالبة أيٍ من هؤلاء بمحاكمة مسئول عسكري أو سياسي إسرائيلي على هذه الجريمة، فذهبت دماء رجال الشرطة المصرية الثلاثة هاني وعامر ومحمد هدراً كما ذهبت سيادة بلدهم في هذه الجريمة أدراج الرياح.
هل يذكر أسامة سرايا ومجدي الدقاق ومحمد إبراهيم رؤساء تحرير الصحف الحكومية ومعهم من بعيد عبد الرحمن الراشد مدير عام فضائية العربية دم الشهيدة الطفلة "سماح نايف مسلم" 14 عام والتي سقطت في الثالث من مارس 2008 برصاص قناص إسرائيلي من على أحد أبراج المراقبة الإسرائيلية على الحدود مع مصر وهي تلهو في فناء بيتها؟، وهل يذكرون ابن عمها الذي كان قد سقط شهيداً قبل شهرين من استشهاد سماح وهو متوجه لعمله في رفح المصرية.
إن الحديث عن اختراق حزب الله للسيادة المصرية ما هو إلا كلام فارغ، فحزب الله لم تكن استراتيجيته في يوم من الأيام التدخل أو اللعب في أمن أي دولة عربية صديقه له أو عدوه، ولو كان حزب الله يسعى لذلك لأستغل موقف النظام المصري من الحزب في العام 2006 إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان، بالتالي على النظام والحكومة في مصر وأدواتهم الإعلامية توجيه ألسنتهم الحادة وإعلامهم ضد من ينتهك أرضهم وسيادة بلدهم بشكل فعلي على الأرض ألا وهي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
فمن يبحث في تاريخ عمليات التجسس الإسرائيلي في مصر تذهله الأرقام والحقائق في هذا المجال، فقد كشفت المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية عبر السنوات الماضية إلى ضبط (52) شبكة تجسس إسرائيلية في مصر خلال السنوات العشر الماضية،( 9 ) منها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والغريب في الأمر أن (52%) من الجواسيس الإسرائيليين الذين تم ضبطتهم هم مصريون جندتهم المخابرات الإسرائيلية، هذا ناهيك عن عمليات تهريب المخدرات وتزوير العملة التي تورط في قسم كبير منها إسرائيليون.
أين كانوا كل هؤلاء المتباكين على فض عذرية السيادة المصرية على يد خلية حزب الله المزعومة عندما قتلت السفن الأمريكية مواطناً مصرياً في مارس 2008 في المياه الإقليمية لجمهورية مصر العربية؟
فكل هؤلاء الذين يطالبون بمحاكمة حسن نصر الله وتوجيه لوائح اتهام ضده في قضية خلية حزب الله لماذا لم يطالبوا بمحاكمة القادة الصهاينة على جرائمهم ضد أمن وسيادة مصر؟، لماذا لم يتفوه الإعلاميون المصريون بألفاظ بذئية ضدهم كتلك التي استخدمها رئيس تحرير صحيفة الجمهورية وغيره من صحفيي النظام المصري وأدواته في الهجوم على حزب الله؟.
وتبقى على كل العرب الرسميين والإعلام المناصر لهم الاعتراف بكل صراحة ووضوح أن لا وجود لكلمة سيادة في قاموس أيٍ من الأنظمة العربية من محيطها إلى خليجها، فمن قاعدة الظهران في السعودية وقاعدة السيلية في قطر ومن الكويت انطلقت قوات التحالف لتدمر العراق وترتكب المجازر بحق شعبه، ومن نفس القواعد ونفس الدول نقلت الأسلحة الأمريكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المجاز في فلسطين ولبنان، وقناة السويس الممر الآمن للسفن والبوارج العسكرية الأمريكية وغير الأمريكية من أجل زرع الموت والدمار في كل بقعة تشاء من الشرق الأوسط، فإن كان ما قام به حزب الله انتهاك للسيادة المصرية حبذا لو تنتهك سيادة كافة الأنظمة العربية بهذا الشكل ولهذا الغرض النبيل.
moh-abuallan@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: