الأربعاء، 18 مارس 2009

الصحفيون الفلسطينيون لا "كرامة لنبي في وطنه"


بقلم: محمد أبو علان:


الصحفيون الفلسطينيون حققوا نجاحات باهرة على المستوى الدولي، المصور الصحفي "علاء بدارنه" فاز بجائزتين في مسابقة الإمارات للتصوير، والصحفي "إبراهيم أبو كامش" حصل على المرتبة الأولى في فئة الصحافة المكتوبة، والصحفي "حسن دوحان" فاز بالمرتبة الثالثة عن فئة الصحافة المكتوبة، وفاز الصحفي "إياد البابا" والصحفي "محمد البابا" بالجائزة الأولى والثانية في فئة التصوير الفوتوغرافي وغيرهم كثر، وهذا العام ليس الأول الذي يحقق فيه الصحفيون الفلسطينيون مثل هذه النجاحات والجوائز على المستوى الدولي، وهذا إن دل على شيء فانه يدلل على ما لدينا من قدرات وكفاءات إعلامية كفيلة بوضع فلسطين في مرتبة متقدمة عالمياً في المجال الإعلامي حال لاقى الجسم الإعلامي الفلسطيني الإمكانيات المادية والظروف الجيدة للعمل بحرية ومهنية.
وحتى خارج فلسطين هناك العشرات من الصحفيين الفلسطينيين الذين حققوا نجاحات منقطعة النظير، فتجدهم في كبريات الصحف العربية والعالمية، وفي كبرى الفضائيات في العالم العربي, وكل هذه النجاحات للصحفيين الفلسطينيين جاءت على الرغم من ظروف العمل غير الطبيعية لهم نتاج سنوات الاحتلال الطويلة، وحداثة الكليات التي تدرس الصحافة والإعلام في فلسطين والتي لم يمضي على نشأتها عقد من الزمان أو يزيد قليلاً.
رغم هذه النجاحات الإعلامية الفلسطينية اللافتة للنظر على المستوى الدولي نرى الواقع يسير بالمقلوب على المستوى الفلسطيني الداخلي ، ففي الوقت الذي يكرم فيه الصحفي الفلسطيني دولياً، يعتقل ويهان فلسطينياً خاصة بعد مرحلة الانقلاب في قطاع غزة والذي ترك أثره في هذا الجانب على شقي الوطن، فمقابل قائمة الصحفيين المبدعين هناك قائمة أطول ممن اعتقلوا وتعرضوا للضرب والاهانة في وطنهم، فإن كان مراسلي قناة القدس الفضائية "سامر خويرة" الذي أطلق سراحه مؤخراً و "أحمد البيكاوي" الذي لا زال رهن الاعتقال آخر من تعرضوا للاعتقال، فقد سبقهم في الاعتقال "خالد عمايرة" مراسل صحيفة "الأهرام ويكلي "، وقبله كان "عوض الرجوب" مراسل "الجزيرة نت" والقائمة تطول وتطول هذا في الضفة الغربية المحتلة.
وفي قطاع غزة الذي كان لصحفييه جزء من النجاحات والجوائز على المستوى الدولي، كان لآخرين منهم جزء من القمع وتكميم الأفواه، فبعد منع تلفزيون فلسطين من العمل، وحذر دخول صحيفتي "الأيام" و"الحياة الجديدة" من الدخول لقطاع غزة، تعرض العديد من الصحفيين للضرب والإهانة وتكسير الكاميرات، فقد سجل التقرير السنوي 2008 "للهيئة الفلسطينية المستقلة" اعتقال (45) صحفياً كان منهم(13) صحفياً في قطاع غزة، كان منهم على سبيل المثال لا الحصر الصحفي "إسماعيل سواح" العامل مع التلفزيون الألماني، وكل من الصحفيين "صخر أبو عون" و"سمير خلفية"، وكان قد سبقهم "منير أبو رزق" مدير مكتب صحيفة "الحياة الجديدة"، وكان المعتقلين من الصحفيين يتعرضون للضرب والإهانة خلال الاعتقال كما أفادت خمس شهادات قدمت "للهيئة المستقلة " في هذا السياق.
والأدهى والأمر هو أن الأجسام النقابية المفترض أن تكون الدرع الواقي والمدافع الأول عن هؤلاء الإعلاميين باتت تشكل جزء من المشكلة بدلاً من أن تكون هي الحل، وقامت هذه الأجسام النقابية بمناصرة السلطة في شقي الوطن لتدعم كل منها طرف ضد آخر في قمع زملائهم الصحفيين لغايات وأهداف شخصية لأفراد قاموا بخطف الأجسام الصحفية ادعوا من خلالها تمثيل الجسم الإعلامي في فلسطين.
وهذا الواقع غير المقبول للصحفيين الفلسطينيين يجب أن يصل نقطة النهاية، وبدون خطوات عملية من الصحفيين باتجاه تغيير هذا الواقع سيرتفع عدد الانتهاكات ضدهم، وتتعاظم سياسية قمع الحريات وتكميم الأفواه.
moh-abuallan@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: