بقلم: محمــد أبو علان:
منتصف هذا الأسبوع عقد برلمان دولة الاحتلال الإسرائيلي جلسة برلمانية لمناقشة العدوان على قطاع غزة، تحدث في هذه الجلسة كل من وزير الدفاع الإسرائيلي ووزيرة الخارجية ورئيس تكتل المعارضة ورئيس حزب الليكود "بنيامين نتنياهو"، خطابات فاحت منها رائحة الدم والقتل والدمار الجاري في قطاع غزة، ولا أحد توقع غير ذلك من ساسة إسرائيليين ملطخة أيديهم بالدم الفلسطيني والدم العربي على طول مسيرة حياتهم.
ولكن كان في هذه الخطابات بعض المسائل التي لا بد من التوقف عندها ونقاشها لكي نخلص للواقع الجديد في التحالفات ضد المقاومة العربية عامة والفلسطينية خاصة في إطار المشروع الأمريكي الإسرائيلي الرامي للقضاء على هذه المقاومة لتعزيز معسكر الاعتدال الطامح للسلام، معسكر الاعتدال التي تعتبر "إسرائيل" نفسها رأس الحربة في تمهيد الطريق أمام هذا المحور وفق تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" في خطابها أمام الكنيست الإسرائيلي.
والغريب في هذا الواقع الجديد هو التوافق في الخطابات الإعلامية والمواقف السياسية بين برلماني وسياسي الحزب الوطني الحاكم في مصر وبين المواقف لأحزاب اليمين الإسرائيلي وعلى رأسها حزب الليكود الإسرائيلي وزعيمه "بنيامين نتنياهو"، فكانت بداية خطاب "نتنياهو" بضرورة العمل بقوة من اجل "إسقاط المعسكر الإيراني في قطاع غزة" على حد تعبيره قاصداً بذلك القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وموازي لهذا الموقف وبنفس فحوى الكلام تحدث عضو البرلمان المصري عن الحزب الوطني الحاكم في مصر "حسين مجاور" قائلاً:"هناك مخطط إيراني مع حركة حماس وبعض الإخوان المسلمين لإثارة القلاقل في فلسطين ومصر"
وفي سياق الخطابات التي ألقيت في الكنيست الإسرائيلي احتج عضو الكنيست العربي "محمد بركه" على هذه الخطابات وعلى الجرائم التي ارتكب في غزة بحق الأطفال والشيوخ والنساء هناك، فما كان من عضو الكنيست الليكودي "غلعاد أردان" وعضو الكنيست "افيغدور ليبرمان" إلا أن طالبا "محمد بركة" بالذهاب إلى غزة من دوافعهم العنصرية وإيمانهم بضرورة تهجير فلسطيني الداخل.
وبنفس الكلام تفوه عضو البرلمان المصري "حسين مجاور" لأعضاء البرلمان المصري من حزب الإخوان المسلمين قائلاً :" إلي موش عاجبه يروح هناك"، ومن بعده تحدث "مصطفى الفقي" قائلاً:" هناك فارق بين حركات التحرر الوطني وحركات الانتحار الجماعي" متهماً حركة حماس بطريقة غير مباشرة بأنها السبب في كل ما يجري في قطاع غزة من مجازر ومذابح.
وهذا الخطاب السياسي العربي فسر بشكل جلي وواضح ما صرحت به "تسيبي ليفني" بقولها: " انتهت الأيام التي كان فيها العرب والفلسطينيين في جهة وإسرائيل في الجهة الأخرى"ن فاهم إعلاميين وسياسيين عرب باتوا يقفون بكل صراحة ووضوح في الجانب الإسرائيلي في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يعزز انتهاء وموت ما كان يعرف بالعمق العربي والإسلامي للصراع مع الاحتلال، وبات الشعب الفلسطيني وحيداً في ساحة المواجهة مع احتلال فاقت جرائمه جرائم النازيين وكل القوى العنصرية والفاشية في هذا العالم.
moh_abuallan@hotmail.com
هناك تعليق واحد:
salam from khudori. we are with you
إرسال تعليق