الأحد، 1 فبراير 2009

السلام مع الفلسطينيين سلعة غائبة عن ذهن الإسرائيليين


بقلم: محمد أبو علان:


"بيبي نتنياهو"،"يهود براك" وتسبي ليفني" المرشحين الثلاثة لرئاسة الحكومة الإسرائيلية تعاقبوا بالتوالي على شاشة القناة الثانية الإسرائيلية مساء السبت في لقاءات تلفزيونية كان المحاورين فيها من الناخبين الإسرائيليين وجهوا أسئلتهم عبر شبكة الانترنت، سألوا عن الأمن والاقتصاد والتربية والعليم، الشيء الوحيد الذي لم يشغل بال المحاورين من الجمهور الإسرائيلي ماهية توجهات المرشحين الثلاثة تجاه عملية السلام مع الشعب الفلسطيني ولا حتى مع السوريين، في الوقت الذي لم يغب فيه التخوف من التسلح الإيراني على مستقبل الدولة العبرية، والغريب أن السؤال عن هذا الموضوع كان من مواطنة عربية من "دالية الكرمل" وليس من شخص يهودي.
"بنيامين نتنياهو" أظهر تتطابقة المطلق مع مواقف "أفيغدور ليبرمان" تجاه الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة في العام 1948 تحت شعار "لا حقوق بدون واجبات"، كما أكد رفضه لإزالة المستوطنات التي باتت تعرف بالمستوطنات "غير الشرعية"، منوهاً إلى أن من يتحدث عن الاستيطان "غير الشرعي" على حد قوله عليه عدم نسيان ضرورة محاربة البناء غير القانوني للعرب في الجليل والنقب والمثلث، في المقابل رفض "نتنياهو" دخول أي وزير عربي لحكومته، كان ذلك من خلال إجابته عن سؤال في موضوع التربية والتعليم في "إسرائيل" قائلا: ً" وزير التربية والتعليم في حكومتي سينشد نشيد "هتكفا" مشيراً بذلك لعدم إمكانية تكراره لتجربة حزب العمل بتعين عربي وزيراً للتربية والتعليم.
"يهود براك" والذي باتت فرصته بالوصول لرئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة أمر مستحيل على ضوء واقع حزبه في استطلاعات الرأي العام لم يكن مقنع ولا موفق في كل ما طرح من حلول خاصة في القضايا الأمنية، وبرز هذا من خلال إجابته على سؤال ما الحل مع استمرار سقوط صواريخ "غراد والقسام" على عسقلان وبئر السبع بعد انتهاء الحرب على غزة؟، كانت إجابته " حماس تلقت ضربة قويه، وإن أطلقوا صواريخ مرّة أخرى سيدفعون الثمن غالياً، وعليكم الاعتماد عليّ في هذا الموضوع".
موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" كان حاضراً هو الآخر في تسائل جاء على شكل فيديو كلب كان فيه نوع من السخرية أكثر منه كتساؤل، وهنا لم تكن إجابة "براك" فيها من الإقناع أي شيء بقوله" أنا ملتزم بإعادة شاليط"، والحرب الأخيرة خلقت تقدم في عملية إطلاق سراحه، ولا استطيع التوضيح أكثر من ذلك"، ولكنه اعترف بعدم إمكانية تحقيق ذلك قُبيل الانتخابات مع إمكانية حدوث ذلك قبل انتهاء مهام الحكومة الحالية.
"تسبي لفني" حاولت تسويق نفسها كنوع مختلف عن بقية الساسة الإسرائيليين، وإنها تسعى لخلق ما سمتها "السياسية النظيفة" التي حددت أهم معالمها ب "عدم الخضوع للابتزاز، والالتزام والإيفاء بالوعود، ووضع مصلحة الدولة فوق المصالح الحزبية والشخصية"، وعلى صعيد الحرب على غزة حملت "لفني" سكان غزة مسئولية الجرائم التي ارتكبتها هي وجيشها في قطاع غزة بقولها " سكان غزة هم من جلبوا حماس عليهم"، معلنه في نفس السياق أن لا مفاوضات مع حركة "حماس" ما لم تعترف بإسرائيل، وترفض ما سمته بالعنف والإرهاب، ودعت في الوقت نفسه سكان قطاع غزة للفظ "حماس" من بينهم.
وباعتقادي أن غياب موضوع تحقيق السلام مع الشعب الفلسطيني عن ذهن الإسرائيليين مرده لعاملين أساسيين الأول هو زيادة حدة التطرف داخل هذا المجتمع وهذا ما تظهره نتائج استطلاعات الرأي العام والتي تشير لحصول معسكر اليمين الإسرائيلي على ما يقارب أل (70) مقعد في الانتخابات القادمة، والعامل الثاني هو تراجع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وانحسارها في عمليات إطلاق الصواريخ من عزة، هذا الواقع أدى إلى ارتفاع مؤشر الأمن الشخصي لدى الإسرائيليين مما غيب عن ذهنهم ضرورة التفكير في عملية السلام.

moh-abuallan@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: