كريس ماغريل
نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالا لمراسلها في القدس كريس ماغريل يقول فيه ان "المشكلة تكمن في تعريف النصر" في العملية العسكرية الواسعة النطاق التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ 17 يوماً. واضاف: "في البدء قالت اسرائيل ان الهدف من هجومها على غزة هو ايقاف صواريخ "حماس". ولكن بعد مرور اسبوعين واستشهاد حوالي 900 فلسطيني، ثلثهم تقريبا من الاطفال والصغار، فان الصواريخ لا تزال تنطلق نحو اسرائيل بالعشرات كل يوم. وبعد ذلك قالت اسرائيل ان نهاية الحكاية هي الردع – ان تدرك "حماس" أن ثمن انتهاك وقف اطلاق النار المقبل سيكون باهظا بحيث تمتنع عن اطلاق صواريخ حتى وان كانت متوفرة لديها. الا ان هناك الكثيرين من بين النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية الذين تنتابهم الشكوك في ان الردع سيكون ذا فاعلية مع الحركة الاسلامية. فكل صاروخ ينطلق الى داخل اسرائيل هو بحد ذاته نصر لـ"حماس" ومن غير المحتمل ان يتوقف ما لم يتحقق وقف لاطلاق النار مصحوب بتنازلات اسرائيل رئيسة مثل رفع الحصار الاقتصادي عن غزة. عندها ستعلن "حماس" نصرها الذي يكون قد تحقق لها".
وتابع مراسل "ذي غارديان": "هكذا فان الجيش يعد للمرحلة الثالثة عسكريا وسياسيا – بتصعيد الهجوم الذي يعتقد انه سيشتمل على هجوم واسع على المناطق السكنية مثل مدينة غزة، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر قتال الشوارع.
وكانت "حماس" قد اعلنت انه اذا قامت اسرائيل بمهاجمة المدينة فانها ستقع في شباكها وان الجيش الاسرائيلي سيتكبد خسائر في جنوده المقاتلين داخل الطرقات الضيقة ومواجهة المتفجرات المزروعة على جوانب الطريق وهجمات "الكر والفر"، وهو ما لا يمكن لسكان اسرائيل ان يتحملوه.
ويدعي الجيش الاسرائيلي ان الجناح العسكري لـ"حماس" تلقى ضربة قاسية، وان عدد الاصابات بين الاسرائيليين كانت منخفضة نسبيا اذ قتل تسعة جنود، اربعة منهم بسبب قذيفة اسرائيلية، وان ذلك دليل على ان المقاومة قد فشلت.
وقال رئيس التخطيط الاستراتيجي العسكري الاسرائيلي السابق شلومو بروم ان "التجربة اظهرت حتى الان ان غزة لم تتحول الى مصيدة لقتل القوات الاسرائيلية. ولا اعتقد ان هناك قلقا من الخسائر، لكن القلق يدور حول تقرير الهدف من الهجوم. فالتكلفة السياسية تعتمد على ما تحتويه المرحلة الثالثة".
وينقسم العسكريون والسياسيون ليس فقط على البدء في المرحلة الثالثة وانما ايضا على الهدف المقصود تحقيقه منها.
وقال بروم ان من بين الاهداف التأكد من ان "حماس" لن تتمكن من تهريب الاسلحة الى غزة عبر الانفاق تحت الحدود مع مصر.
واضاف انه "اذا حدث انهيار لوقف اطلاق النار المقبل، فان الصواريخ ستنطلق ليس الى بئر السبع فحسب بل والى تل ابيب. ونحن نريد ان نمنع ذلك وهو ما لم يتحقق بعد. وهو هدف لا يمكن تحقيقه ببساطة لاننا لا نتوقع من "حماس" ان تعلن التزامها بذلك.
"ونتوقع من المصريين ان يعلنوا ذلك، ولهذا فان احد اهداف استمرار الاقتتال هو الضغط على مصر او المجتمع الدولي للضغط على مصر".
فاذا كان ذلك هو الهدف، فان التركيز في المرحلة القادمة من الهجوم سيجري على امتداد الحدود مع مصر حيث يمكن لاسرائيل ان تعيد احتلال الحدود وتسيطر على مدينة رفح. وكانت اسرائيل قد حاولت من قبل احتلال رفح الا انها اضطرت الى التخلي عن محاولتها بسبب ارتفاع عدد الخسائر بين الاسرائيليين.
وعلى كل حال، فان هناك من بين العسكريين من يرى ان المرحلة الثالثة تخدم هدفا اخر مختلفا تماما.
فقد ذكرت الصحف الاسرائيلية امس ان الضابط المسؤول عن العملية العسكرية في غزة طالب الحكومة الاسرائيلية بالحاح بالسماح للجيش باقتناص فرصة "العمر". ونقل عن الجنرال يائوف غالانت قوله: "اذا لم افعل ذلك فاننا سنخسر فرصة تاريخية".
اما بروم فقال ان فرصة غالانت التاريخية هي الرغبة بالاطاحة بحركة المقاومة الاسلامية في غزة. واضاف: "اعتقد ان المخاطرة الاساسية في هذه الحملة هي انه من خلال سلسلة من القرارات المتصاعدة للتقدم خطوة الى الامام، سنجد انفسنا في وضع نقوم فيه بالتالي بتغيير اهداف الهجوم، وبدلا من ان يكون الهدف تأكيد ميزان الردع الجديد، يصبح الاطاحة بـ"حماس" وتدميرها. وستكون خطوة كهذه محفوفة بالمخاطر، وليس اقلها الوقوع في مصيدة غزة من اجل السيطرة على الوضع في حال سقوط ادارة "حماس". واعتقد ان بامكاننا السيطرة على غزة بعدد قليل من الاصابات نسبيا. لكن المشكلة هي ما اذا كنا نغير من اهدافنا السياسية ونخلق وضعا نجد فيه انفسنا في مستنقع غزة على اساس القيام باعادة احتلال قطاع غزة، وعلينا الان ان نقرر ما الذي سنقوم به تجاه هذا الوحش السام".
نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالا لمراسلها في القدس كريس ماغريل يقول فيه ان "المشكلة تكمن في تعريف النصر" في العملية العسكرية الواسعة النطاق التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ 17 يوماً. واضاف: "في البدء قالت اسرائيل ان الهدف من هجومها على غزة هو ايقاف صواريخ "حماس". ولكن بعد مرور اسبوعين واستشهاد حوالي 900 فلسطيني، ثلثهم تقريبا من الاطفال والصغار، فان الصواريخ لا تزال تنطلق نحو اسرائيل بالعشرات كل يوم. وبعد ذلك قالت اسرائيل ان نهاية الحكاية هي الردع – ان تدرك "حماس" أن ثمن انتهاك وقف اطلاق النار المقبل سيكون باهظا بحيث تمتنع عن اطلاق صواريخ حتى وان كانت متوفرة لديها. الا ان هناك الكثيرين من بين النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية الذين تنتابهم الشكوك في ان الردع سيكون ذا فاعلية مع الحركة الاسلامية. فكل صاروخ ينطلق الى داخل اسرائيل هو بحد ذاته نصر لـ"حماس" ومن غير المحتمل ان يتوقف ما لم يتحقق وقف لاطلاق النار مصحوب بتنازلات اسرائيل رئيسة مثل رفع الحصار الاقتصادي عن غزة. عندها ستعلن "حماس" نصرها الذي يكون قد تحقق لها".
وتابع مراسل "ذي غارديان": "هكذا فان الجيش يعد للمرحلة الثالثة عسكريا وسياسيا – بتصعيد الهجوم الذي يعتقد انه سيشتمل على هجوم واسع على المناطق السكنية مثل مدينة غزة، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر قتال الشوارع.
وكانت "حماس" قد اعلنت انه اذا قامت اسرائيل بمهاجمة المدينة فانها ستقع في شباكها وان الجيش الاسرائيلي سيتكبد خسائر في جنوده المقاتلين داخل الطرقات الضيقة ومواجهة المتفجرات المزروعة على جوانب الطريق وهجمات "الكر والفر"، وهو ما لا يمكن لسكان اسرائيل ان يتحملوه.
ويدعي الجيش الاسرائيلي ان الجناح العسكري لـ"حماس" تلقى ضربة قاسية، وان عدد الاصابات بين الاسرائيليين كانت منخفضة نسبيا اذ قتل تسعة جنود، اربعة منهم بسبب قذيفة اسرائيلية، وان ذلك دليل على ان المقاومة قد فشلت.
وقال رئيس التخطيط الاستراتيجي العسكري الاسرائيلي السابق شلومو بروم ان "التجربة اظهرت حتى الان ان غزة لم تتحول الى مصيدة لقتل القوات الاسرائيلية. ولا اعتقد ان هناك قلقا من الخسائر، لكن القلق يدور حول تقرير الهدف من الهجوم. فالتكلفة السياسية تعتمد على ما تحتويه المرحلة الثالثة".
وينقسم العسكريون والسياسيون ليس فقط على البدء في المرحلة الثالثة وانما ايضا على الهدف المقصود تحقيقه منها.
وقال بروم ان من بين الاهداف التأكد من ان "حماس" لن تتمكن من تهريب الاسلحة الى غزة عبر الانفاق تحت الحدود مع مصر.
واضاف انه "اذا حدث انهيار لوقف اطلاق النار المقبل، فان الصواريخ ستنطلق ليس الى بئر السبع فحسب بل والى تل ابيب. ونحن نريد ان نمنع ذلك وهو ما لم يتحقق بعد. وهو هدف لا يمكن تحقيقه ببساطة لاننا لا نتوقع من "حماس" ان تعلن التزامها بذلك.
"ونتوقع من المصريين ان يعلنوا ذلك، ولهذا فان احد اهداف استمرار الاقتتال هو الضغط على مصر او المجتمع الدولي للضغط على مصر".
فاذا كان ذلك هو الهدف، فان التركيز في المرحلة القادمة من الهجوم سيجري على امتداد الحدود مع مصر حيث يمكن لاسرائيل ان تعيد احتلال الحدود وتسيطر على مدينة رفح. وكانت اسرائيل قد حاولت من قبل احتلال رفح الا انها اضطرت الى التخلي عن محاولتها بسبب ارتفاع عدد الخسائر بين الاسرائيليين.
وعلى كل حال، فان هناك من بين العسكريين من يرى ان المرحلة الثالثة تخدم هدفا اخر مختلفا تماما.
فقد ذكرت الصحف الاسرائيلية امس ان الضابط المسؤول عن العملية العسكرية في غزة طالب الحكومة الاسرائيلية بالحاح بالسماح للجيش باقتناص فرصة "العمر". ونقل عن الجنرال يائوف غالانت قوله: "اذا لم افعل ذلك فاننا سنخسر فرصة تاريخية".
اما بروم فقال ان فرصة غالانت التاريخية هي الرغبة بالاطاحة بحركة المقاومة الاسلامية في غزة. واضاف: "اعتقد ان المخاطرة الاساسية في هذه الحملة هي انه من خلال سلسلة من القرارات المتصاعدة للتقدم خطوة الى الامام، سنجد انفسنا في وضع نقوم فيه بالتالي بتغيير اهداف الهجوم، وبدلا من ان يكون الهدف تأكيد ميزان الردع الجديد، يصبح الاطاحة بـ"حماس" وتدميرها. وستكون خطوة كهذه محفوفة بالمخاطر، وليس اقلها الوقوع في مصيدة غزة من اجل السيطرة على الوضع في حال سقوط ادارة "حماس". واعتقد ان بامكاننا السيطرة على غزة بعدد قليل من الاصابات نسبيا. لكن المشكلة هي ما اذا كنا نغير من اهدافنا السياسية ونخلق وضعا نجد فيه انفسنا في مستنقع غزة على اساس القيام باعادة احتلال قطاع غزة، وعلينا الان ان نقرر ما الذي سنقوم به تجاه هذا الوحش السام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق