الخميس، 1 يناير 2009

اغتيال الشيخ نزار ريان بحث إسرائيلي عن نصر مفقود


بقلم: محمد أبو علان:
منذ السابع والعشرون من الشهر الماضي وطائرات الاحتلال الإسرائيلي وزوارقه البحرية تدق قطاع غزة بشتى أنواع الصواريخ والقنابل، صواريخ استشهد نتيجتها المئات من أبناء قطاع غزة ، الشهداء الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي معظمهم من أفراد الشرطة المدنية ومن المدنيين بينهم الأطفال والشيوخ والنساء، والصورة التي تبث من قطاع غزة تشير بوضوح لطبيعة الضحايا الذين يسقطون في هذا القصف.

بمعنى آخر قليل جداً هو عدد الشهداء من صفوف المقاومة الفلسطينية كون إسرائيل لم تواجه المقاومة الفلسطينية بعد مواجهة مباشرة، وعملياتها العسكرية اقتصرت على القصف الجوي للمباني الحكومية والمدنية ومنازل المواطنين وورش الحدادة والمصانع، بالتالي البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية لم تتعرض لأذى حتى اليوم رغم مرور ما يقارب الأسبوع على العمليات العسكرية الجوية والبحرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وفي ظل انعدام الإنجازات العسكرية الملموسة نتيجة هذا القصف الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، وبدء ظهور العديد من التساؤلات في الشارع الإسرائيلي والإعلام أخذ القادة السياسيين والعسكريين لدولة الاحتلال بالبحث عن نجاحات ولو شكلية لتسوقيها للشارع الإسرائيلي خاصة في ظل عدم مقدرة سلاح الجو والبحرية لدى الاحتلال من وقف إطلاق المقاومة لصواريخها وبشكل فاق العدد الذي كانت تطلقه المقاومة قبل البدء بالعمليات العسكرية ضد قطاع غزة.

فجاء استهداف الشيخ نزار ريان لتسجيل نقاط لصالح العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ولكن التقارير والبيانات التي أصدرتها حركة حماس حول ظروف استشهاد الشيخ نزار ريان أوضحت دون أدنى شك الفشل المطلق للاحتلال حتى في عملية الاغتيال هذه ولسبب رئيسي وهو أن الشيخ نزار ريان لم يكن في مخبأ سري كشفته طائرات الاحتلال ومخابراته بل كان يمارس حياته الاعتيادية كأي مواطن من مواطني قطاع غزة، ويقيم إقامة اعتيادية مع أفراك أسرته، وقبل يوم من استشهاده ألقى كلمة موجه لسكان قطاع غزة عبر "فضائية الأقصى" من مسجد الخلفاء الراشدين والذي دمرته قوات الاحتلال بقصفه من الجو بعد عملية اغتيال الشيخ نزار ريان.

وما يعزز هذا الرأي إن طيران الاحتلال وكافة أجهزة الاستخبارات العسكرية فشلت حتى الآن من الوصول لأي من القيادات العسكرية والسياسية لكتائب القسام وحركة حماس مع إن الهدف المُعلن لهذه الحرب على قطاع غزة وكما حددته وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" في مؤتمرها الصحفي مع وزير خارجية مصر "أحمد أبو الغيط" من قصر الرئاسة المصرية يوم 25/12/2008 بأن دولة الاحتلال "ستعمل على سحق حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة"، وبعد فشل دولة الاحتلال في تحقيق هدفها المعلن تحاول تعويض هذا الفشل في عمليات القتل والمجازر التي تزرعه يومياً في قطاع غزة.

وهذا الواقع يبقي مجموعة الأسئلة مفتوحة انتظاراً لمجريات الأحداث في قطاع غزة، أول هذه الأسئلة، هل ستُتبع دولة الاحتلال الإسرائيلي حملة القصف الجوي لحرب برية ستكون أكثر دموية؟، أم ستستمر في حملة القصف الجوي لحين التوصل لهدنة توقف إطلاق الصواريخ على قطاع غزة؟، وثاني هذه الأسئلة إن تمت هذه الهدنة كيف سيتعامل العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص مع حكومة "إسماعيل هنيه" بعد عودة الهدوء لقطاع غزة كون حماس سترفض أية هدنة أو تهدئة لا تشمل رفع الحصار عنها وعن قطاع غزة.
*فلسطين المحتلة.
moh_abuallan@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: