الجمعة، 15 مايو 2009

عن فراغ الحوار الفلسطيني مرّةً أخرى


بقلم:محمد أبو علان:
الدكتور عبد الستار قاسم تحدث عن فشل الحوار الفلسطيني الداخلي بخلق حالة استقرار داخلي فلسطيني رغم وجود اتفاقيتين في هذا المجال هما اتفاق القاهرة 2005، واتفاق مكة 2007، وطرح بعض الحلول التي من شأنها الوصول لوضع فلسطيني داخلي متماسك، منها "إزاحة الفصائل عن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني اليومية والمدنية"، وهذا التحييد للفصائل يكون عبر "إنشاء مجلس إداري فلسطيني يشرف على الحياة اليومية والمدنية للشعب الفلسطيني، دون صلاحيات سياسية وأمنية ذات علاقة بإسرائيل"، وتوفير مثل هذا الواقع يعطي الشعب الفلسطيني وقتاً للانتظار حتى إصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ميثاق فلسطيني جديد حسب اعتقاد الدكتور قاسم.
ومن يفكر ملياً في هذا الطرح يرى أنه كلام أكاديمي لا ينسجم مع الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني كونه تجاهل مكون أساسي من مكونات حياة الشعب الفلسطيني ألا وهو الاحتلال الإسرائيلي، احتلال يتحكم بكل تفاصيل حياتنا اليومية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية....الخ، بالتالي لا يمكن وضع برامجنا وحلولنا الداخلية دون أخذ هذا المتغير بعين الاعتبار، كما أن اتفاق مكة 2007 لم يكن اتفاق فلسطيني كما كان اتفاق القاهرة 2005 بل كان اتفاق تقاسم وظيفي بين حركتي فتح وحماس بعيداً عن كل الأطياف السياسية الأخرى على الساحة الفلسطينية.
وتشكيل مجلس إداري فلسطيني ليتولى الشؤون المدنية واليومية لحياة الشعب الفلسطيني هو تكرار لغلطة من وقعوا على اتفاقيات أوسلو وحولوا الاحتلال لاحتلال خمس نجوم، احتلال تركوا له التحكم والتصرف بالأرض والأمن والمياه والحدود وأخذوا هم الخدمات اليومية والمدنية ليستريح الاحتلال من الأعباء المالية المفروض أن يتولاها كونه المُحتل لهذه الأرض ما دام لم ينسحب منها ويترك للشعب الفلسطيني الحرية الكاملة للتحكم بموارده ولو كانت محدودة، ويتحكم بالمعابر وحرية الحركة الاقتصادية التي تمكنه من العيش بعيداً عن اشتراطات الاحتلال وحصاره والمضايقات اليومية لحركة البشر.
وهذا المجلس الإداري الذي يريد تولي الشؤون المدنية واليومية للشعب الفلسطيني من هي مرجعتيه في ظل الإزاحة المؤقتة للفصائل؟، وهل سيبقى تحت رحمة الأموال الأوروبية والعربية؟، أم تحت رحمة تحويل أموال الضرائب من دولة الاحتلال الإسرائيلي؟، والأكثر من ذلك من الجهة المسئولة عن تنصيب وتحديد من سيكون في هذا المجلس؟، وهل سيتمكن أعضائة من التحرك دون إذن الاحتلال وبطاقات أل V.I.P؟.
وإن كنت أتوافق مع الدكتور عبد الستار قاسم بما قاله عن دور الفصائل السلبي في الواقع الفلسطيني، لا اعتقد أن إزاحتها عن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني اليومية والمدنية هي الحل ولو كان بشكل مؤقت لحين إصلاح منظمة التحرير، فهذه الفصائل هي جزء أصيل وأساسي من مكونات الشعب الفلسطيني السياسية التي لا يمكن تحييدها على الرغم من دورها وواقعها السلبي في حياتنا السياسية منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وحتى قبل ذلك بسنوات.
بالتالي العلاج لفشل الحوار الفلسطيني الذي طرح من قبل الدكتور قاسم يمكن اعتباره حلاً مثاليا لمجتمع يعيش أزمة سياسية وحالة انقسام داخلي ليس في ظل احتلال كما هو الواقع الفلسطيني الداخلي هذه الأيام، كما أن الحل المطروح لم يأخذ بعين الاعتبار المعيقات التي سيضعها الاحتلال الإسرائيلي في وجه أية محاولة فلسطينية من شأنها المساهمة في حلحلة الوضع الداخلي الفلسطيني لما فيه مصلحتنا وقضيتنا الوطنية.
ونسي الدكتور عبد الستار قاسم معادلة ثبتت صحتها بالشكل القطعي على مدار ستة عشر عاماً مضت وهي وجود سلطة حقيقية ذات سيادة فعلية في ظل احتلال هو أمر غير ممكن مهما طال الزمان وتبدلت الأحوال، بالتالي البحث عن الحلول لا يكون بأي شكل تكون السلطة، بل الحل بالإجابة عن تساؤل هل وجود السلطة في ظل هذا الواقع أمر مُجدي أم لا ؟.
والحل لا يكون لا بإنشاء مجلس إداري، ولا بإزاحة الفصائل، بل عبر توافق وطني بالتخلي الطوعي عن هذه السلطة وإعادة الأمور إلى ما كانت علية قبل العام 1993، وإنشاء قيادة وطنية موحدة تكون مفتوحة أمامها كل الخيارات في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي طالما يرفض المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا بل يستمر في دعمه السياسي لدولة الاحتلال مقابل دعمنا وتوفير الرواتب لنا.
moh-abuallan@hotmail.com

الثلاثاء، 12 مايو 2009

سكوت.... شبكات تجسس إسرائيلية!!!


بقلم: محمد أبو علان:
يوماً بعد يوم يتكشف حجم شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان، حيث أفادت مصادر قوى الأمن اللبناني بوجود ما يقارب (150) متهماً في لبنان في قضايا تجسس لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وضبطت بحوزتهم أجهزة اتصال متطورة وبأشكال وأنواع مختلفة، وهذا الوضع يظهر مدى الاهتمام الذي توليه دولة الاحتلال الإسرائيلي لعمليات التجسس على لبنان لأسباب عده منها أن لبنان بات البلد العربي الوحيد الذي فيه مقاومة وطنية حقيقية برنامجها قائم على مقاومة الاحتلال ومحاربة المشروع الأمريكي في المنطقة، ناهيك عن دور حزب الله في توفير الدعم والمساندة اللوجستية للمقاومة الفلسطينية كلما سنحت له الفرصة في ذلك.
عندما كشفت أجهزة الأمن اللبنانية في منتصف العام الماضي شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله أقام تحالف الرابع من آذار وحلفائه من العرب والعجم الدنيا ولم يقعدوها، واعتبروا الأمر تهديداً لسيادة لبنان وخطر على أمنه القومي، وهناك من ذهب لأبعد من ذلك معتبراً الشبكة جزء من عملية انقلاب على السلطة الشرعية في لبنان، وكادت أن تؤدي المواجهات السياسية في أعقاب كشف شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله لحرب داخلية لولا حرص المقاومة الوطنية وذكائها في التعامل مع الموضوع وفق اللغة والمنطق الذي يفهمه التحالف الثلاثي (جعجع والحريري الصغير وجنبلاط)، لا بل كان منطق المقاومة في التعامل مع الأمر المدخل الذي قاد لاتفاق الدوحة والمصالحة اللبنانية.
عمليات التجسس الإسرائيلية في العالم العربي بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص أمر متوقع ولا يثير الاستغراب من أحد، فإن كانت دولة الاحتلال تشغل عشرات شبكات التجسس في دول حليفة لها كالولايات المتحدة الأمريكية، ودول ملتزمة معها باتفاقيات سلام، فكيف في لبنان التي تضم أكبر قوة مقاومة في المنطقة العربية؟، ولكن المستغرب والمثير للدهشة هو صمت حلفاء لبنان من العرب، وجزء كبير من قوى وساسة لبنان في تحالف الرابع عشر من آذار عن مثل هذه العمليات التجسسية على دولة عربية يفترض أنها ذات سيادة، ولم نعد نسمع حرصهم على سيادة وأمن دولتهم اللبنانية كما كان الموقف عند أية أزمة مع حزب الله أو مع أيٍ من القوى الوطنية الفلسطينية على الأرض اللبنانية.
في المقابل لم نسمع ولم نقرأ من جهابذة الإعلام العربي ورؤساء التحرير في كبريات الصحف الرسمية الذين انتفضوا بشكل غير مسبوق للدفاع عن سيادة مصر وسلامة أراضيها ونظامها السياسي عند الكشف عما عرف بخلية حزب الله في مصر أي كلمة تتحدث عن الدور الإسرائيلي التخريبي في لبنان ومصر وغيرهما من الدول العربية.
من هنا نرى أن مفهوم السيادة والاستقلال والأمن القومي العربي لهما مفاهيم وتعريفات متنوعة تعتمد على الجهات ذات العلاقة في مثل هذه الحالات، فدولة الاحتلال لم تعد تشكل خطر أو عدو للكثير من النظم العربية الرسمية وأبواقهم السياسية والإعلامية، وأن المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان هما باتا يشكلان الخطر على هذه الأنظمة.
moh-abuallan@hotmail.com

الأربعاء، 6 مايو 2009

تصريحات خالد مشعل "لنيويورك تايمز" هل هي جس نبض؟


بقلم: محمد أبو علان:
التصريحات التي أدلى بها "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لصحيفة "نيويورك تايمز" توقف عندها الكثيرون من المحللين والإعلاميين ورجال السياسية لعدة أسباب، منها صدورها عن رئيس المكتب السياسي للحركة بعد أيام من التجديد له في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، كما أن هذه التصريحات جاءت أكثر صراحة ووضوح مما سبقها من تصريحات بهذا الشأن، وحملت في ثناياها مديح غير مباشر لسياسية الرئيس الأمريكي صاحب السياسية المختلفة عن سلفه على حد تعبير"مشعل"، والأهم باعتقادي مجيئها بعد حرب مدمرة شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتلاء حكومة جديدة لسدة الحكم في دولة الاحتلال، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عاد ونفى فحوى ما نقلته الصحيفة قائلاً "أن الحركة تراعي دائما الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني ".
وترافق مع تصريحات "مشعل" في دمشق تصريحات مدير عام الأحوال المدنية في الحكومة المقالة في قطاع غزة "رياض الزيتونة" حول تنسيق الحكومة المقالة مع الاحتلال فيما يتعلق بالسجل المدني لسكان قطاع غزة معتبراً أن هذا التنسيق يعود "إلى وجود اتفاقات سابقة مع الكيان الصهيوني" على حد تعبيره، وهذه التصريحات والتنسيقات كان قد سبقها حديث عن تنسيق سابق بين حماس ودولة الاحتلال حول موضوع تحويلات المرضى والقضايا الأمنية المرتبطة بهذا التنسيق.
هذه التصريحات الصادرة على شخصيات سياسية وحكومية تابعة لحركة حماس فيها شيء مختلف عن المواقف السياسية المعروفة لحركة حماس تجاه التنسيق والتعامل مع دولة الاحتلال، وتجاه المقاومة وعملية إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، فهي إن لم تعطي الدليل القاطع على تحولات جذرية في مواقف حماس السياسية قد تعطي مؤشرات على بدايات في تغيير الاتجاه، مما يعني الإقرار الرسمي والتعاطي مع ما تطرحه قيادة حماس على شكل بالونات سياسية اليوم سيصبح رسمي وعلني بعد شهور، والموضوع ليس إلا مسألة وقت فقط مرتبطة بتوفر مناخ سياسي إقليمي ودولي يقبل التعاطي مع حماس على أساس هذه الأطروحات السياسية الجديدة للحركة.
فموضوع التصريح والنفي نمط من التعامل السياسي اعتدنا عليه في الساحة السياسية الفلسطينية، ويستخدم الساسة هذا النمط من التعامل كأسلوب في جس نبض الشارع الفلسطيني والمجتمع الدولي تجاه ما يطرحون من مواقف، فإن كانت ردة الفعل إيجابية أو مقبولة أكملوا الطريق فيما يطرحون، وإن كانت ردة الفعل سلبية من أي طرف مستهدف بالتصريحات يتم نفيها، مما يعني النفي ما هو إلا طريقة لبقه للتراجع عما طرح.
ولكن تعامل حماس بهذا المنطق يعتبر عبارة عن ذرو للرماد في العيون لسبب رئيسي وهو أن حركة حماس كانت ترفض الالتزام بالاتفاقيات السابقة، وتعتبر التنسيق مع الاحتلال ولا زالت خيانة، ووقف المقاومة ومنع إطلاق الصواريخ مخطط أميركي إسرائيلي بأيدي فلسطينية للقضاء على المقاومة لصالح مشاريع سياسية لا تخدم ولا تحقق طموحات الشعب الفلسطيني.
فكيف يمكن لنا نحن المواطنين البسطاء أن نتعاطى مع مثل هذه التصريحات السياسية التي تعطي لطرف الحق بالتنسيق مع الاحتلال، والالتزام بالاتفاقيات بالشكل الذي يريد، والحق له في وقف ومنع إطلاق الصواريخ مقابل اتهام بقية الأطراف بالخيانة والتفريط وغيرها من المسميات إن هي قامت بنفس المواقف أو أطلقت نفس التصريحات؟.
والشيء الأخطر في تصريحات قيادات حركة حماس أنها تأتي في ظل حالة الانقسام الفلسطيني مما يعطي الانطباع بأن طرفي الصراع الفلسطيني في سباق بينهم على من يستطيع كسب ود العالم سياسياً عبر تقديم تنازلات سياسية مجانية على قضيتنا الوطنية، والأهم من ذلك كله أن لا يكون هناك ترابط بين مواقف حركة حماس والانفراج الجزئي في العلاقات الإيرانية الأمريكية.
وما بقي لنا إلا انتظار بما ستأتي به الأيام والشهور القادمة لنعلم من كان الأدق نفي "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أم ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مشعل؟.
moh-abuallan@hotmail.com



الثلاثاء، 5 مايو 2009

تعازينا لزوجة الشهيدين رسامة الكاريكاتير أمية جحا


بقلم: محمد أبو علان:
رسامة الكاريكاتير الفلسطينية "أمية جحا" ارتقى زوجها الأول المهندس "رامي سعد" شهيداً وهو يدافع عن حي الشجاعية أمام الدبابات الإسرائيلية، وها هي اليوم تفجع باستشهاد زوجها الثاني المهندس "وائل عقيلان" والذي استشهد نتيجة إغلاق معبر رفح ومنعه من السفر للعلاج في الخارج كما هي حال الآلف الفلسطينيين في قطاع غزة.
قبل أيام من استشهاد زوجها المهندس "وائل عقيلان" كتب رسامة الكاريكاتير الفلسطينية رسالة نشرة على العديد من مواقع الانترنت تحت عنوان "عندما يبكي الرجال" لتعبر فيها عن حجم الألم والمعاناة التي تعيشها وزوجها نتيجة منعه من السفر للعلاج نتيجة الإغلاق الظالم لمعبر رفح، وبعد أيام فقط من رسالتها توفي زوجها المهندس "وائل عقيلان" لينضم بوفاته لمئات الفلسطينيين الذين ارتقوا للعلي بسبب الحصار ومنعهم من العلاج.
لا أظن أن رسامة الكاريكاتير الفلسطينية أرادت أن تعرض قضية شخصية في رسالتها بقدر ما كانت تريد قرع جدار الخزان لتلفت النظر من جديد لقضية حصار غزة، ومنع العلاج والدواء عن مواطنيها، قضية حصار يموت بسبها عشرات الضحايا كل شهر، حتى تجاوز عدد ضحاياها منذ بداية الحصار المئات والقضية لم تنتهي بعد، ولا أفق بأن تنتهي في المدى القريب.
فهل قرأ الساسة الفلسطينيون في شقي الوطن رسالة "أمية جحا"؟، وهل يُقدر أحدهم حجم المعاناة التي تعيشها عائلات قطاع غزة نتيجة هذا الحصار، حصار من العرب والعجم ليس لجريمة ارتكبوها إلا لكونهم حددوا خيارهم السياسي بشكل ديمقراطي وحر، لا اعتقد أن أي من السياسيين في بلادنا بات يجيد القراءة عندما يتعلق الأمر بأبناء شعبه، بل أصبحوا مبدعين في القراءة لما يخدم مصالح تنظيماتهم السياسية وقضاياهم الشخصية لا أكثر ولا أقل.
كيف يجرؤ قادة الفصائل والقوى الفلسطينية أن يجتازوا معبر رفح بسياراتهم الفارهه ووفود المودعين والمستقبلين ويتركون من خلفهم مليون ونصف المليون فلسطيني منهم من يعاني ألم المرض، ومنهم من يعاني ألم الجوع وقسوة الحصار ؟، لماذا لا تكون رسالتهم إما رفع الحصار عن كامل شعبنا في قطاع غزة، وإما نحن باقين معهم حتى تفتح المعابر مهما طال الحصار وكثر الانتظار ؟.
إن كنتم تدعون أن الحوار وتحقيق المصالحة الفلسطينية هدفكم من جولاتكم وصولاتكم في القاهرة ودمشق واندونيسيا واسطنبول فهذا التبرير لم يعد مقبول، فبعد كل جولة من جوالات الحوار تزداد الاشتراطات المتبادلة، وترتفع وتيرة الحرب الإعلامية والكلامية، فعن أية مصالحة تتحدثون؟
ولكل المدافعين عن قومية ووطنية النظام المصري، كيف هو شعوركم وانتم ترون هذا النظام يفرض الحصار على فلسطيني غزة دون عذر أو سبب مقنع، ويتركهم يموتون من شدة الألم ومن نقص حبة الدواء، قد تقولون إنها
الاتفاقيات الدولية !!!، لماذا نحن الوحيدون الذي علينا الالتزام بالاتفاقيات الدولية؟، ولماذا تطبق الاتفاقيات فقط عندما تخدم أعداء شعبنا من العرب وغير العرب؟، الاتفاقيات الدولية والقوانين باتت عبارة عن سياط في أيدي جلادينا لا أكثر ولا أقل.
وفي ظل هذه اللامبالاة من الساسة الفلسطينيين تجاه مصير أبناء شعبهم لم يتبقى لسكان قطاع غزة غير أخذ المبادرة لأيديهم وتحطيم المعبر والجدران التي تحاصرهم بأرجلهم لعل الأمر يثير اهتمام العالم بشكل عام وأطراف الحصار بشكل خاص لوقف الموت البطيء الذي يعيشه فلسطينيي قطاع غزة.
وهنا أكرر ما ختمت به رسامة الكاريكاتير الفلسطينية ما رسالتها " أليس فتح الطرق و المعابر.. وإنهاء الحصار... و إعادة حقنا في العيش بحرية و كرامة ... وحقنا في السفر والتنقل... وحقنا في العلاج..... وحقنا في التعليم ... أولى من فتح الطرق و المعابر لجولات حوار...ثبت أنها لا تشفي من سقم و لا تسمن من جوع"!!.
وعزائنا لرسامة الكاريكاتير الفلسطينية "أمية حجا" بوفاة زوجها، وتعازينا لكل عائلات غزة التي فقدت أبنائها جراء الحصار، ولكل من سيرحلون عن هذه الحياة ما دام هذا الحصار قائم، وعزائنا لشعبنا الفلسطيني بسياسيه وقادة فصائله وبعمقه العربي والإسلامي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
moh-abuallan@hotmail.com

الأحد، 3 مايو 2009

شكراً أمريكا!!


بقلم: محمد أبوعلان:
أسودت الدنيا أمام ناظري وأنا أشاهد ذلك التاجر الأفغاني وهو يعذب بطريقة بشعة ومقززة على يد أحد شيوخ الإمارات "عيسى بن زايد"، وسيكون من الصعب نسيان ذلك المنظر، وحضرة الأمير يطلق النار على مقربه من جسد المواطن الأفغاني، ويحشو فمه بالرمال عنوةً، ويضربه بقطعة من الخشب بقسوة على مؤخرته العارية، ممارسات لا توحي بغير انعدام الإنسانية وليس بغير ذلك.
الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة بث هذا الشريط أوقفت توقيع اتفاقية إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية مع دولة الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة فضائح سجن أبو غريب، وفضائح سجن غوانتاناموا، ومن ارتكبت المجازر في العراق وأفغانستان ولا زالت ترتكبها، وأغتصب جندوها الماجدات العراقيات تحتج على تعذيب التاجر الأفغاني في وقت صمت فيها العالم العربي برسمييه وبصحفه وصحفييه وفضائياته حتى تلك التي تدعي أنها من فضائيات الرأي والرأي الآخر على جريمة إنسانية تجري على أرضه ومن شخص يعتبر من النخب السياسية في العالم العربي..
وما حدث للتاجر الأفغاني ما هو إلا جزء يسير مما تتعرض له الشعوب العربية بأشكالٍ مختلفة من القمع والتعذيب بهدف حماية أنظمة الحكم لأصحاب الجلالة والفخامة والسيادة من أية معارضة محتملة من قبل هذه الجماهير، فلم تعد أنظمة الحكم مكتفية بنهب المقدرات الاقتصادية للشعوب لصالحها ولصالح حاشيتها من كبار الساسة والضباط وأجهزة الأمن، بل تعمد كذلك لتحطيم المواطن العربي نفسياً واجتماعياً بالشكل الذي يجعل الخنوع والاستسلام جزء رئيسي من بنيته الاجتماعية وثقافته اليومية.
وهذا الواقع المرير في عالمنا العربي والتي تتعامل النخب السياسية فيه مع مواطنيه ليس أكثر من عبيد وخدم جعل المواطن العربي ليس محل احترام في أي مكان يتواجد فيه في هذا العالم، فهو مهان ومضطهد في وطنه، وملاحق ومتهم خارجه.
وفي ظل المعادلة العربية القائمة على نخب سياسية ظالمة، وأحزاب سياسية معارضة هزيلة وضعيفة، وإعلام سلطوي مقيت، وشعوب بات الذل والهوان والروح المهزومة والنفسية المكسورة جزء من ثقافتها وحياتها اليومية، لم نعد نملك غير القول شكراً أمريكا وشكراً للإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم الغربي التي تهتم بحقوق الإنسان في العالم العربي ولو بصورة شكلية لدى المعظم منها ولو كان على طريقة "كلمة حق أريد بها باطل" في الكثير من الأحيان.
moh-abuallan@hotmail.com

الاثنين، 27 أبريل 2009

هيلاري كلينتون ستكون الخاسرة في الانتخابات اللبنانية القادمة


بقلم: محمد أبو علان:
السابع من حزيران/يونيو المقبل سيشهد لبنان انتخابات نيابية سيكون لها ردات فعل قوية كونها جاءت بعد سنوات من المواجهة السياسية الداخلية العاصفة شابها بعض المواجهات المسلحة بين تياري 14 آذار و 8 أيار، وبعد حرب إسرائيلية على لبنان وجدت من يؤيدها في صفوف الساسة والقوى السياسية اللبنانية، وسيكون لهذه الانتخابات تأثيرها على الساحة الإقليمية والدولية لكثرة الأطراف اللاعبة على الساحة اللبنانية من خلال التيارات المتصارعة في هذه الانتخابات، وهي أول انتخابات تتم بعد خروج القوات السورية من لبنان مما يعني غياب التأثير المباشر على سير الانتخابات النيابية في لبنان.
ولكن غياب التأثير السوري المباشر على هذه الانتخابات لم يمنع الأطراف الأخرى المضادة لها من السعي للتأثير على هذه الانتخابات، وما زيارة "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية قبيل الانتخابات للبنان إلا بهدف إيصال رسالة بأن الولايات المتحدة الأمريكية مع معسكر "الاعتدال" في لبنان، وما اجتماعها (ولو كان على الواقف) مع "سعد الحريري" وزيارة قبر والده إلا رسالة تبين ما هي نوعية الساسة التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرزها نتائج الانتخابات القادمة في لبنان.
وما حديث "هيلاري كلينتون" عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم لبنان والجيش اللبناني إلا جزء من رسالة أشمل تريد وزيرة الخارجية الأمريكية القول من خلالها إن كان خيار المواطن اللبناني بعيد عن طموحات وتوجهات الولايات المتحدة الأمريكية السياسية في المنطقة بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص قد يؤدي ذلك لوقف هذه المساعدات وهذا الدعم عن الدولة اللبنانية.
وإن أردنا ترجمة ذلك باللغة والتجربة الفلسطينية يعني ذلك أن "كلينتون" تريد القول ممنوع فوز القوى والشخصيات اللبنانية المؤيدة والداعمة للمقاومة الوطنية اللبنانية والذي سيكون مرده تكرار الحالة الفلسطينية ونسخها في لبنان مما يعني فرض الحصار الاقتصادي والسياسي على أية حكومة لبنانية تكون الأكثرية فيها من أنصار التيار المقاوم للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي ومعسكر الاعتدال العربي في للبنان والمنطقة برمتها، والكل يدرك ما معنى فرض حصار سياسي واقتصادي على دولة مثل لبنان مديونيتها الخارجية قاربت الخمسين مليار دولار أمريكي.
والمحاولات الهادفة لمواجهة تيار المقاومة الوطنية في لبنان لم تبدأ بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للبنان قبل أيام، بل بدأت منذ شهور إن لم تكن سنوات عبر تدفق مال البترول العربي للقوى المؤيدة "للاعتدال العربي" إما عبر الدعم المالي المباشر، وإما عبر ما يعرف بمشاريع التعمير في بعض المناطق اللبنانية بهدف التأثير على الناخب اللبناني بطريقة تخدم "تيار الاعتدال" في لبنان كما سمته "هيلاري كلينتون".
ولن ندعي اكتشاف البارود إن قلنا إن "حزب الله" هو المستهدف الأول والأخير من كافة المحاولات التي تسعى للتأثير على الأجواء الانتخابية في لبنان، وما الأزمة الأخيرة التي افتعلها النظام المصري تحت عنوان "خلية حزب الله" إلا جزء من مخطط أكبر يحاول تشويه صورة المقاومة الوطنية بشكل عام والمقاومة الوطنية اللبنانية بشكل خاص.
بالتالي سيكون يوم السابع من حزيران القادم في لبنان بمثابة امتحان مستوى جديد لقياس الموقف الشعبي اللبناني تجاه ما بات يعرف بمعسكر الاعتدال ومعسكر الممانعة في العالم، ولا شك لديّ بأن نتائج هذه الانتخابات ستكون بمثابة لكمة قوية على وجه "هيلاري كلينتون" وسياسة بلادها الخارجية كتلك اللكمات التي لا زالت تعيش آثارها في كل من العراق وأفغانستان.
moh-abuallan@hotmail.com

السبت، 25 أبريل 2009

الدكتور عبد الستار ليس مسئولاً عن اعتقالات حماس!!


بقلم:محمد أبو علان:
قضية اعتقال الدكتور عبد الستار قاسم أثارت ردات فعل متباينة بين من هو رافض لهذا الاعتقال وبين من هو مؤيد لها بطريقة غير مباشرة، وأصحاب الموقف الثاني ينطلقون في رائيهم من منطق سكوت الدكتور عبد الستار قاسم عما يجري في غزة من اعتقالات وسياسية قمع هناك لأبناء فتح، مقابل تعرضه بشكل دائم لما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات وسياسية قمع للحريات.
عدم تعرض الدكتور عبد الستار قاسم لما يجري في قطاع غزة من أحداث لا يعني تحميله مسئولية ذلك، وبالتالي نجعل من اعتقاله أمر مقبول نتيجة موقفه هذا، بل إن من قاموا باعتقال الدكتور عبد الستار قاسم سياستهم لا تبتعد كثيراً عما تقوم به حكومة حركة حماس في قطاع غزة من اعتقالات وقمع للحريات.
جهات رسمية في مدينة نابلس صرحت بأن اعتقال الدكتور عبد الستار قاسم ليس اعتقالاً سياسياً، وإنما اعتقال على خلفية قضايا مرفوعة ضده من قبل أشخاص اتهمهم بالعمالة، بمعنى آخر قضية اعتقاله قضية جنائية وليست سياسية.
في المقابل أجهزة حركة حماس السياسية والأمنية في قطاع غزة تتحدث بشكل دائم أن لا معتقلين سياسيين لديها، وإن من هو معتقل لديها إما على خلفية جنائية وإما على خلفية تعامله مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وحتى أولئك الذين قتلوا أثناء الحرب على غزة بأيدي فلسطينية وقالت مصادر بالسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية أنهم من أبناء حركة فتح، حماس قالت إنهم عبارة عن عملاء مرتبطين مع الاحتلال وإن المقاومة نفذت حكم الإعدام فيهم.
بالتالي كيف يستطيع المواطن منا أن يحكم على ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من اعتقالات وقمع للحريات في ظل وجود روايات مختلفة لكل طرف من طرفي الصراع في الضفة الغربية، ولكل طرف منهم أجهزته الإعلامية وأقلامه التي تنشط صبح مساء لتدافع عن رواياتها في هذا الإطار.
ومن يهاجمون سكوت وصمت الدكتور عبد الستار قاسم عما يجري في قطاع غزة من أحداث، هم أنفسهم يصمتون صمت القبور عما يجري في الضفة الغربية من اعتقالات، فقبل الدكتور عبد الستار قاسم وبعده كانت الكثير من الاعتقالات في الضفة الغربية ولم نجد أية وسيلة إعلام تتحدث عنهم وعن اعتقالهم، وفي قطاع غزة يطالبون بالحرية للمعتقلين السياسيين في الضفة متناسين ما لديهم من معتقلين.
فما يكتبه الدكتور عبد الستار هو وجهة نظر وقراءة شخصية للأحداث، فقد يصب وقد يخطيء، فإن أصاب فلن يسعى أي أحد لتقديم الشكر له، ولا اعتقد أنه هو نفسه ينتظر ذلك، ولكن إن اختلف معه البعض أو حتى الكل لا يكون الحل باعتقاله بل مواجهته بالرأي الآخر، وهذا منطق الشعوب والقوى المتحضرة في النقاش وعرض وجهات النظر.
فمن يرفض عليه رفض الاعتقال السياسي وقمع الحريات من حيث المبدأ وليس حسب الشخص أو الجهة المنفذة لهذه الممارسات، فمبدأ الاعتقال السياسي، وسياسية تكميم الأفواه سياسية مرفوضة بغض النظر عمن ينفذها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، فمن المأساة أن تمارس الأجهزة الأمنية في شقي الوطن الاعتقالات السياسية في ظل الاحتلال في الوقت الذي تدعي فيه القوى والفصائل القائمة على هذه الأجهزة الأمنية أن هدفها تحرير الوطن والمواطن من نير الاحتلال.


السبت، 18 أبريل 2009

متى سيشترط "نتنياهو" على الفلسطينيين نشيد "هتكفا" في مدارسهم؟


بقلم: محمد أبو علان:
تصريح رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتماعه مع المبعوث الأمريكي "جورج ميتشل" والقائل:"إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين أن يعترفوا قبل كل شيء بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي قبل أن نبدأ بالحديث عن حل الدولتين"، تناقلته وسائل الإعلام العربية والمحلية، وتوقف عنده بعض الكُتاب والمحللين بشيء من الاهتمام وكأنه أمر مستجد في الحياة السياسية لدولة الاحتلال، فيهودية الدولة العبرية أمر يحتل سلم أولويات كافة الأحزاب اليهودية فيها حتى تلك التي تدعي الإيمان والعمل من أجل حل الدولتين، وعلى رأس هؤلاء حزب "كديما"، والكل منا يذكر تصريحات "تسيبي لفني" وزير خارجية دولة الاحتلال في حكومة "أولمرت" السابقة في هذا السياق بقولها قبيل الانتخابات الأخيرة "إن إقامة الدولة الفلسطينية لن تكون الحل القومي فقط للعرب في غزة والضفة الغربية، وليس فقط للاجئين الفلسطينيين، بل أيضا لفلسطينيي 48".
وهذا التصريح "لنتياهو"، وما سبقه قبل شهور من تصريحات "لفني" كرسته الحكومة الإسرائيلية الحالية كأحد الخطوط العريضة لسياستها العامة، فالبند السادس من اتفاقية الائتلاف للحكومة الحالية تنص على "إن الحكومة ستعمل على صيانة الطابع اليهودي للدولة وتراث الشعب اليهودي"، ولكن الجديد في هذا الأمر هو تحديد موضوع يهودية الدولة كشرط للتفاوض مع الفلسطينيين.
بكلمات أخرى لا مجال لحل تفاوضي مع الاحتلال وحكومته من أجل حل سياسي مقبول، وخاصة أن "نتياهو" وحكومته يسعون لما يعرف بالسلام الاقتصادي وليس السياسي مع الشعب الفلسطيني، وهذا ما عبر عنه وزير داخليته "إيلي يشاي" عن "حزب شاس" المتدين قوله: "أن حل القضية الفلسطينية لن يكون من خلال دولتين لشعبين وإنما من خلال إقامة اقتصادين لشعبين".
فالصلافة والوقاحة الإسرائيلية تجاه كل ما يطرح من مشاريع حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي باتت بلا حدود، فهم يريدون منا الاعتراف بيهودية دولتهم قبل كل شيء مما يعني إقرارنا وموافقتنا المباشرة على اقتلاع ما يقارب المليون والثلاثمائة فلسطيني جذورهم تضرب في أعماق الأرض الفلسطينية في حيفا ويافا وعكا وصفد وشتى القرى والمدن الفلسطينية في المناطق المحتلة في العام 1948، جذور ضاربة في الأرض قبل وصول المستوطنين اليهود أمثال ليبرمان وشامير وشارون، وقبل مولد "نتنياهو" و"براك" لأسر يهودية هاجرت للاستيطان في فلسطين، ويريدون منا أن نقبل بالمستوطنات والجدار كأمر واقع وكجزء من دولة الاحتلال، وننسى شيء أسمه حق العودة، وليس من حقنا المطالبة بتحرير أسرارنا، والتصرف بمياهنا ومعابرنا وأجوائنا.
يريدون منا أن نكون شعب مسلوب الإرادة والحق في تقرير المصير قبل الدخول في أية مفاوضات، بمعنى حسم نتيجة المفاوضات بشكل مسبق، كل ذلك تحت حججهم الأمنية الواهنة التي سلبوا الأرض وقتلوا البشر وقطعوا الشجر من أجلها، وهذا كان واضحاً وجلياً في حديث "نتنياهو" للمبعوث الأمريكي عندما قال:" أن إسرائيل غير معنية بالسيطرة على الفلسطينيين، ولكنها عليها أن تضمن أن لا تقود العملية السياسية إلى "حماستان2 أخرى في القدس"، مما يعني أن كل ما تقوم به دولة الاحتلال مباح وله ما يبرره وفق العقيدة الإسرائيلية.
إن استمر الواقع التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي على النسق الذي هو عليه الآن سيزيد من وقاحة القيادة السياسية في إسرائيل أكثر فأكثر، وحينها لن نستغرب أن كان طلب "نتنياهو" في الزيارة القادمة للمبعوث الأمريكي بأن يكون على الفلسطينيين الالتزام بالنشيد الوطني الإسرائيلي "هتكفا" في مدارسهم واحتفالاتهم الرسمية كشرط مسبق لأية مفاوضات قادمة، وكجزء من محاربة "الإرهاب" وفق فهمهم.
بالتالي إن كانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد اشترطت على حكومة دولة الاحتلال وقف الاستيطان والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة وحل الدولتين لاستئناف المفاوضات، عليها اليوم أن تضيف شرط رابع وغير خاضع للتفاوض وهو لا اعتراف فلسطيني بيهودية دولة الاحتلال مهما طال الزمان، وإضافة هذا الشرط للمبادرة العربية للسلام أمر يجب أن تعمل السلطة الوطنية من أجله إن قدر لهذه المبادرة أن ترى النور في أي يوم من الأيام كأساس لحل سياسي ممكن في المنطقة، مع عدم الإيمان الشخصي بهذا الأمر.
moh_abuallan@hotmail.com

الخميس، 16 أبريل 2009

انتخابات جامعة بير زيت انتصر الانشقاق!!


بقلم:محمد أبو علان:
انتخابات جامعة بير زيت جاءت في ظل تصاعد الحديث عن المبادرة المصرية التي تتمحور حول ما يشبه الفيدرالية بين حركتي فتح وحماس في إدارة شؤون البلاد والعباد كمخرج من حالة التمترس لكل جهة حول مطالبها وشروطها للمصالحة الوطنية الداخلية.
هذه المبادرة المصرية شكلت صدمة لكل فلسطيني حريص على وحدة وطنية حقيقية يكون دحر الاحتلال هدفها الأول والأخير، وعلى المستوى الشخصي كان لدي اعتقاد بأن الترحيب المبدئي من قبل طرفي الصراع بهذه المبادرة سيخلق ردة فعل رافضة لهذا الموقف، وأن طلبة جامعة بيرزيت أو جزء ليس بسيط منهم سيصوت بطريقة تظهر رفضه لهذه المبادرة وللمؤيدين لها من أجل التأثير على مواقف الطرفين لما فيه المصلحة الوطنية الفلسطينية.
لكن نتائج هذه الانتخابات شكلت خيبة أمل جديدة تضاف لسلسة طويلة من خيبات الأمل التي عاشها شعبنا الفلسطيني ولا زال يعيشها في شتى بقاع الأرض بعد طول انتظار، ولكي لا نصل للذكرى الثانية لأحداث غزة المؤلمة والحال على ما هو علية.
فجاءت صناديق الاقتراع في حرم جامعة بير زيت ب 90% من مقاعد المؤتمر والبالغ عددها (51) مقعد لصالح الحركتين طرفي الصراع، وليس هذا فقط بل كان التراجع إن لم يكن التلاشي من نصيب دعاة الوحدة والمصالحة على الساحة الفلسطينية والمتمثلة بجيوب اليسار الفلسطيني في الجامعة.
وقد يقول قائل أننا نحمل انتخابات جامعة بير زيت أكثر مما تحتمل، وأن الأمر لا يتعدى انتخابات طلابية نقابية، وقد تكون الأطراف الخاسرة في هذه الانتخابات من أول من يحمل هذا الرأي كجزء من تبرير الهزيمة، ولكن الكل منا يعلم تمام العلم أن كافة الأطر والتيارات السياسية كانت ولا زالت تنظر لانتخابات الجامعات بشكل عام ولجامعة بيرزيت بشكل خاص "كباروميتر" لقياس الواقع السياسي والجماهيري لهذه التيارات السياسية على الأرض.
بالتالي أول العبر والدروس المستقاة من نتائج هذه الانتخابات هي أن حالة الاستقطاب والانقسام هي المسيطرة وستبقى لفترة طويلة هي سيدة الموقف على الساحة الفلسطينية الداخلية، مما يعني أن دفع الشعب الفلسطيني لثمن هذا الانقسام سيطول أكثر مما توقع البعض.
أما العبرة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى هي ضرورة قيام جيوب اليسار الفلسطيني والشخصيات المستقلة والتيارات الوسطية بمراجعة برامجها بالشكل الذي يخرجها من حالة انعدام الوزن والتأثير سواء على الشارع الفلسطيني أو على الحركتين طرفي الصراع.
ولكن هذا الواقع لن يجعلنا ننسى نقطة هامة وإيجابية جداً في هذه الانتخابات وهي إجرائها في أجواء ديمقراطية ودون أية إشكاليات على الرغم من حالة التوتر الدائمة بين أنصار حركتي فتح وحماس.
moh-abuallan@hotmail.com

الأربعاء، 15 أبريل 2009

انتخابات جامعة بير زيت انتصر الانشقاق!!


بقلم:محمد أبو علان:
انتخابات جامعة بير زيت جاءت في ظل تصاعد الحديث عن المبادرة المصرية التي تتمحور حول ما يشبه الفيدرالية بين حركتي فتح وحماس في إدارة شؤون البلاد والعباد كمخرج من حالة التمترس لكل جهة حول مطالبها وشروطها للمصالحة الوطنية الداخلية.
هذه المبادرة المصرية شكلت صدمة لكل فلسطيني حريص على وحدة وطنية حقيقية يكون دحر الاحتلال هدفها الأول والأخير، وعلى المستوى الشخصي كان لدي اعتقاد بأن الترحيب المبدئي من قبل طرفي الصراع بهذه المبادرة سيخلق ردة فعل رافضة لهذا الموقف، وأن طلبة جامعة بيرزيت أو جزء ليس بسيط منهم سيصوت بطريقة تظهر رفضه لهذه المبادرة وللمؤيدين لها من أجل التأثير على مواقف الطرفين لما فيه المصلحة الوطنية الفلسطينية.
لكن نتائج هذه الانتخابات شكلت خيبة أمل جديدة تضاف لسلسة طويلة من خيبات الأمل التي عاشها شعبنا الفلسطيني ولا زال يعيشها في شتى بقاع الأرض بعد طول انتظار، ولكي لا نصل للذكرى الثانية لأحداث غزة المؤلمة والحال على ما هو علية.
فجاءت صناديق الاقتراع في حرم جامعة بير زيت ب 90% من مقاعد المؤتمر والبالغ عددها (51) مقعد لصالح الحركتين طرفي الصراع، وليس هذا فقط بل كان التراجع إن لم يكن التلاشي من نصيب دعاة الوحدة والمصالحة على الساحة الفلسطينية والمتمثلة بجيوب اليسار الفلسطيني في الجامعة.
وقد يقول قائل أننا نحمل انتخابات جامعة بير زيت أكثر مما تحتمل، وأن الأمر لا يتعدى انتخابات طلابية نقابية، وقد تكون الأطراف الخاسرة في هذه الانتخابات من أول من يحمل هذا الرأي كجزء من تبرير الهزيمة، ولكن الكل منا يعلم تمام العلم أن كافة الأطر والتيارات السياسية كانت ولا زالت تنظر لانتخابات الجامعات بشكل عام ولجامعة بيرزيت بشكل خاص "كباروميتر" لقياس الواقع السياسي والجماهيري لهذه التيارات السياسية على الأرض.
بالتالي أول العبر والدروس المستقاة من نتائج هذه الانتخابات هي أن حالة الاستقطاب والانقسام هي المسيطرة وستبقى لفترة طويلة هي سيدة الموقف على الساحة الفلسطينية الداخلية، مما يعني أن دفع الشعب الفلسطيني لثمن هذا الانقسام سيطول أكثر مما توقع البعض.
أما العبرة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى هي ضرورة قيام جيوب اليسار الفلسطيني والشخصيات المستقلة والتيارات الوسطية بمراجعة برامجها بالشكل الذي يخرجها من حالة انعدام الوزن والتأثير سواء على الشارع الفلسطيني أو على الحركتين طرفي الصراع.
ولكن هذا الواقع لن يجعلنا ننسى نقطة هامة وإيجابية جداً في هذه الانتخابات وهي إجرائها في أجواء ديمقراطية ودون أية إشكاليات على الرغم من حالة التوتر الدائمة بين أنصار حركتي فتح وحماس.
moh-abuallan@hotmail.com